يعشق دور العبيد !!!

يحكمها منذ ثلاثين عاماً بعد أن جاء إلى المنصب بحكم الصدفة، عندما قتل سلفه على أيدي مطاريد الجبل الذين دعمهم طوال حياته، قفز على كرسي العُمودية في بلدته التي تقع في مصرالعليا لتتغير حياته ويسكن داراً تبتلع عشرة من منزله القديم
لم يكن يحمل أي مؤهلات سوى أنه بارع في السمع والطاعة والـ (مشي جنب الحيط) فأوامر مأمور المركز سيف على رقبته رغم تصنعه الرجولة أمام حاشيته وكلابه لكن في الغرف المغلقة الأمر مختلف فهو دائماً يعشق دور العبيد...
منذ اللحظة الأولى آمن بضرورة حشد المنافقين من حوله وتحقق له ما أراد، فقد اختار بشراً يحملون سمات الكلاب، بنهشون كل من يقترب منه لكنهم أوفياء لشخصه، فتاريخهم وبيئاتهم أوضح كثيراً أنهم أنماظ من البشر التي لا تعرف معنى الكرامة وتختصر الحياة في المصلحة وتفكر فقط في كيفية ارضاء سيدها...
كلما ثارت مشكلة روجوا له منتقدين شيخ البلد منتظرين الحل اللوذعي من وحي أفكار عمدتهم الحكيم رغم أنه تجاوز الثمانين لكنه ما زال عندهم كل شئ.. فهو الحكيم، الشجاع، الحنون، المحب لأبناء بلدته...
يهللون لأحاديثه في كل المناسبات ممتدحين حكمته، يتحدثون عن جسارته وشجاعته كأنه الإسكندر الأكبر رغم أنه لا يحمل أية من صفات المغامرين، فهو أقرب إلى (سايس) جراج يرغب دائماً ألا يترك مكانه ويتحرك إلى خارجه، فحياته داخل الجراج وليس خارجه، واعتبر بلدته الصغيرة جزءاً من الجراج وبذلك لا ينبغي أن تتحرك لتواجه مخاطر المغامرين...
كأي شخص اختارته الأقدار أن يقود مصائر آخرين، يبحث عن تحسين صورته لدي أبناء بلدته، ففخر بالناجحين منهم في الخارج وكان من بينهم عبقري نابغة درس الفيزياء والقانون في أوروبا فحصل على منصب مهم في إحدى المنظمات الدولية، وفي كل زيارة للبلدة الصغيرة ينظم له العمدة استقبالاُ اسطورياُ يبدأ من مدخل القرية بلافتات وميكروفونات في كل موقع يمر به مع (يفط قماش) بها عبارات الترحيب...
ويتفاخر العمدة في جلساته بأحاديث كاذبة عن علاقته القديمة والحميمة مع هذا الشخص وتواصلهم الدائم لمناقشة مجريات الأمور على الساحة مع ادعاءات أخرى يوريها مع قبول رائع وتهليل وتطبيل من الكلاب...
وفي أحد الأيام الشتوية أعلن هذا الشخص - القادم من أوروبا - أنه يرغب في أن يمارس حقه في قيادة أبناء بلدته، وسرت الأنباء في القرية فاغتاظ العمدة غيظاً شديداً فأمر كلابه بأن يرموا التراب عليه .. وقد كان
اجتمعوا في منزل أحدهم واتفقوا على أن يمزق كل منهم قطعة منه، فاتهمه أحدهم بأنه مغترب ارتمى في احضان الغربيين وآخر يقول أنه لا يعلم شيئاً عن مشكلات بلدته ولم يزورها من سنين، وثالث اختار أن يتجاوز الآخرين بالحديث عن تسببه في غزو إحدى البلدات المجاورة...
وأخذ يشيع هؤلاء الكلاب حديث الافتراء في البلدة كلها والكذب على سيرته الشخصية وكان على رأسهم منافق كلب كان يروج له في السابق ويتحدث عنه بزهو وفخر ولكن تبدل الحال (فوراً) لأن الأمر لم يوافق هوى سيده العمدة فراح بلغة منحطة يخوض في شخصه...
ليسأل العقلاء من القارئين في هذا المنتدى الكريم
كيف يتبدل الحال ويصبح الحديث ونقيضه يجريان على لسان نفس الشخص في آن واحد ..؟
في رأيي المتواضع: انهم الكلاب يا كل أهل البلدة ... كلاب عندما ترمي لها عظاماً تنسى كل شئ حتى شرف الكلمة...
ما اسوأ حال هذه البلدة الصغيرة هذه الأيام ... غيوم وسحب كثيفة وفي قلوب أهلها خوف كبير، فالقائد كبر وشاخ، والكلاب تعوي، والحكمة غابت، والمصير مجهول..
معذرة للإطالة ولكن لي كلمة أخيرة:
يا حضرة العمدة .. الناس والكلاب ينسون الحكمة الخالدة عن السلطة...
" لو دامت لغيرك ما وصلت إليك "

تحياتي لكم

انا تبع اي حاجة وكل حاجة في مصلحة مصر
تقولي عيش وحلاوة تقولي سجن تقولي اعتقال
انا مش هبطل اقول ولا اكتب عن كل الفساد اللي بيعملوا النظام الحاكم
بس والنبي اوعى تنساني في العيش والحلاوة احسن اكل السجن مش ولابد